بسم الله الرحم الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و آله و صحبه و من اتبع هداه، أما بعد:
عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال : " بارك الله لك وبارك عليكما وجمع بينكما في خير " رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه(صححه العلامة الألباني-رحمه الله- في مشكاة المصابيح، الحديث رقم 2445)
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير(صحيح سنن أبي داود ، الحديث رقم 2130)
هذا الدعاء المبارك يقوله المسلم لأخيه المسلم عند زواجه( قال المناوي في فيض القدير : أي عند العقد أو الدخول أو عندهما) فأحببت أن نتعلم معنى هذا الدعاء حتى يقع موقعه في نفوسنا عندما نقوله لا مجرد كلمات تردد.
قال أبو الحسن عبيد الله المباركفوري في مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح "...
( بارك الله لك ) قال القاري : أي بالخصوص أي كثر لك الخير في هذا الأمر المحتاج إلى الإمداد ، والبركة النماء والزيادة والسعادة؛
( وبارك عليكما ) بنزول الخير والرحمة والرزق والبركة في الذرية؛
( وجمع بينكما في خير ) ، أي في طاعة وصحة وعافية وسلامة وملاءمة وحسن معاشرة وتكثير ذرية صالحة .
قيل : قال أولاً بارك الله لك لأنه المدعو له أصالة ، أي بارك لك في هذا الأمر ثم ترقى منه ودعا لهما وعداه "بعلى" بمعنى بارك عليه بالذراري والنسل لأنه المطلوب من التزوج وأخر حسن المعاشرة والمرافقة والاستمتاع تنبيهًا على أن المطلوب الأول هو النسل وهذا تابع ، وكذا في المرقاة .
قلت : قوله (( وبارك عليكما ))كذا وقع في جميع النسخ من المشكاة ، والذي في الترمذي وأبي داود ، (( وبارك عليك )) وهكذا وقع عند ابن حبان ، وابن السني ، والحاكم ، وكذا ذكر في المصابيح والأذكار ، والمنتقى ، وجامع الأصول الصغير ، والحصن ، وتحفة الذكرين ، وفي ابن ماجة (( بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكما في خير )) .
قال السندي : البركة لكونها نافعة تتعدى باللام ولكونها نازلة من السماء تتعدي بعلى فجاءت في الحديث بالوجهين للتأكيد والتفنن والدعاء محل للتأكيد – انتهى..."